رواية انتقام اثم الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب مصطفي


بعد مرور شهرين..


جلست كامله هانم في غرفتها ترتعش وقلبها يكاد يتوقف من شدة الخوف والتوتر لتنتفض برعب وباب غرفتها يفتح فجأه وهي تتوقع انه قاسم وقد جاء لمحاسبتها على كل أخطائها بحق ملك الا ان نيرفانا هي من ظهرت على باب الغرفه وهي تشير لكامله بالصمت ثم اغلقت الباب خلفها بهدوء وهي تهمس بتوتر  : 

= ملقهاش .. راح المكان اللي بيقولو شافوها فيه وطلعت مش هي. 


تنفست كامله هانم براحة  : 

=نجينا المره دي كمان..


نيرفانا بغضب  : 

=وهو احنا هنفضل تحت رحمة ملك خايفين لتظهر وتقول لقاسم على كل حاجه. 


كامله بيأس غاضب  : 

=وإحنا في إيدنا إيه..ماهو على يدك بهدلني وكان هيطردني بره الفيلا والعيله ويرميني في دار عجزه لولا اني حلفت له اني مكنتش اعرف حاجه وان سامح ضحك عليا زي ما ضحك عليه وبالرغم من كده مصدقنيش وقالي ان كلمة ملك هي الي هتحكم ان كان كلامي صح ولاا لاء. 






لتتنهد بتعب  : 

=يعني ظهور ملك من تاني فيه نهايتي. 


نيرفانا بكراهية: 

=يبقى لازم تختفي للابد ومتظهرش تاني. 


كامله هانم بيأس  : 

= وده هنعمله إزاي..إذا كان قاسم مسخر نفسه و فلوسه واتصلاته وكل رجالته علشان يلاقيها. 


لتتابع بكراهية  : 

=هيتجنن علشان يلاقيها زي ماتكون سحراله. 


جلست نيرافانا على مقعد مريح وهي تضع ساق فوق اخرى وتبتسم بخبث  : 

= اسمعي يا عمتي ..طالما ملك مظهرتش لحد دلوقتي يبقى هي الي رافضه الظهور ..يعني اكيد متعرفش كل التطورات الي حصلت ومتعرفش ان قاسم عرف الحقيقه فأكيد خايفه من قاسم و إلي هيعمله فيها لو لقاها فأحنا لازم نستغل النقطه دي. 


كامله بتوتر  : 

=يعني نعمل ايه مش فاهمه. 


نيرفانا بثقة  : 

=احنا كمان ندور عليها لو لقيناها يبقى نخلص عليها من غير ما قاسم يعرف ويبقى كده خلصنا من أزاها..ولو ملقنهاش يبقى نفتح عنينا كويس أوي ونحاول نوصل لها قبل ماقاسم يوصل لها. 


عقدت كامله حاجبيها بتوتر  : 

=وده هنعمله إزاي الحاجات دي الي كان بيعملها لنا رأفت .. ورأفت خاف و ساب البلد كلها ومشي بعد المصيبه الي كان عاوز يعملها في قاسم. 


نيرفانا بابتسامه واثقه خبيثة  : 

=ودي تفوتني يا عمتي..انا اتصلت برأفت وهو هيدبر لنا ناس يدورو عليها ويخلصونا منها لو لقوها. 


لتتسع ابتسامتها بتشفي  : 

=رأفت هو كمان هيتجنن ويلاقيها.. نفسه يخلص تاره منها بعد الي عملته فيه. 


كامله بتوتر  : 

=و انتي عرفتي توصليله إزاي. 


نيرفانا بسخرية  : 

=مش اخويا الوحيد الي بخاف عليه و إلي أنقذته من بين إيدين رجالة قاسم وخليته يهرب منهم قبل ما يوصلوله. 


تراجعت كامله للخلف بتوتر  : 

=انا خايفه لو قاسم عرف كل الي هنعمله ده مش هيكتفي بطردي ده ممكن يموتني فيها. 


ربتت نيرفانا على ساق كامله وهي تقوم مغادرة  : 

=متخافيش يا عمتي سيبي كل حاجه ليا وانا هتصرف. 


لتتابع بثقة  : 

=قاسم مش هيكون لحد غيري وملك دي اعتبريها انتهت من حياتنا خالص. 


ثم تركتها وغادرت وهي تغلق الباب خلفها بثقة  . 


في نفس التوقيت..


جلس قاسم الذي تظهر على وجهه علامات التعب والحزن والنحافه الشديده على اطراف الفراش في غرفة نوم ملك التي اصبح ينام فيها مؤخرآ وهو يدفن رأسه بتعب بين كفيه

ليتنهد بألم وهو يحدث نفسه بحزن : 

=روحتي فين ياملك انا مسبتش مكان الا لما دورت فيه عليكي كل ماقول خلاص وصلتلك ألاقيني بمسك سراب بيضيع من بين إيدايا.. 


ليتابع بحزن وهو يتأمل صورتها الموضوعه بجانب الفراش  : 

=معقوله يا حبيبتي خايفه مني اوي كده معقوله خايفه تظهري لأذيكي. 


ليمرر يده على صورتها بعشق وندم  : 

=انا عارف ان معاكي حق في انك تحاولي تهربي وتخافي مني وتكرهيني كمان بعد كل الي شفتيه على ايدي وعلى ايدين الكلب سامح. 


ليتابع باصرار  : 

=بس انا هلاقيكي وهعوضك عن كل الظلم الي شفتيه وهرجع ثقتك وحبك ليا من تاني وده وعد مني يا حبيبتي

ثم مال للخلف بتعب وهو يغلق عينيه ويستسلم لنوم مرهق وهو يحتضن صورتها بين يديه. 


في نفس التوقيت..


جلست ملك في فراشها تحتضن ساقيها ودموعها تسيل بالرغم عنها فهي حتى الأن تذهب من مصيبه لمصيبه أشد منها وكأن حياتها سلسله من المصائب المتتاليه. 


لتقول بيأس ودموعها تنساب بالرغم عنها  : 

=اعمل ايه يارب في المصيبه الي انا فيها دي دلني على الصح فين. 


دخلت ام رجاء الغرفه بهدوء وتأملت بكائها بتعاطف لتقول بحنان  : 

=انتي لسه بتعيطي خلاص يا بنتي بقى دي ارادة ربنا وانتي معملتيش حاجه غلط ولاا حرام  . 


نظرت لها ملك بخوف ويأس وهي تبكي بحزن شديد  : 

=مش عوزاني اعيط طب ازاي وانا حامل ..حامل من واحد بيدور عليا علشان ينتقم مني عشان فاكر اني إتأمرت عليه و حاولت اقتله بعد ماخنته مع واحد تاني. 


لتتابع بيأس ودموعها تغرق وجهها  : 

=يعني لو لقاني مش بعيد ينكر ان ده ابنه وينتقم من ابني كمان زي ما هينتقم مني. 


ام رجاء بصوت قوي  : 

=ايه الي بتقوليه ده ليه هي سايبه وألا ايه..


لتتابع باستنكار  : 

=ينتقم منك انتي وابنك ليه يعني هي البلد مفيهاش حكومه. 


ملك بيأس : 

=انتي مش عارفه حاجه قاسم مش راجل عادي ..قاسم عنده رجالته واتصالاته ومش هيرتاح الا لما يلقاني ولو عرف اني حامل او عندي ابن مش هيرحمني ولا هيرحم ابني. 


لتشهق في موجه من البكاء الشديدة  : 

=انا عندي يقتلني دلوقتي احسن من انه يقتل ابنه بإديه.. وده إلي لا يمكن أتحمله. 


شهقت ام رجاء بخوف الا انها قالت بثقة  : 

=وهو ايه الي هيعرفه مكانك الناس هنا عارفين انك بنت المرحومه اختي و ان ابوكي مات من زمان وانا هنشر بين الناس انك كنتي متجوزه وجوزك طلقك وسابك حامل وعشان كده جيتي تعيشي معايا. 


نظرت ملك لها بيأس  : 

=طيب هعيش منين انا و إلي في بطني وهصرف عليه منين. 


ربتت ام رجاء على كتفها بحنان  : 

=هتتدبر يا بنتي أهي رجاء سافرت السعوديه وهتشتغل هناك وهتبعت لينا كل اول شهر مبلغ صغير على فلوس معاشي هنقدر نمشي أمورنا لحد ما شهور حملك تعدي وبعدها نبقى نفكر هنعمل ايه. 


ملك باعتراض  : 

=لا انا مقدرش اقبل كده دي فلوسك وانا مقبلش اصرف منها على نفسي انا هنزل أدور على شغل. 






نظرت ام رجاء لها بلوم  : 

=شغل ايه الي عاوزه تنزلي تدوري عليه وانتي في ظروفك دي عيب الكلام الي انتي بتقوليه ده انا بعتبرك زي رجاء بالظبط وبعمل معاكي الي كنت هعمله مع رجاء بنتي لو كانت في نفس ظروفك. 


نظرت لها ملك بامتنان في حين مدت ام رجاء يدها تمسح دموع ملك وهي تقول بحنان مرح  : 

=سيبك بقى من العياط والزعل ويلا بينا نتعشى سوى أنا عامله شوية فول يستاهلو بوقك. 


ثم سحبتها من ذراعها وهي تقول بحنان  : 

=يلا يا بنتي قومي معايا وسيبي كل حاجه لظروفها ومتخافيش كل حاجه هتتعدل بس سيبيها لله. 


نهضت ملك معها وهي تدعي الله ان يتولى أمرها. 


بعد مرور عام ونصف..


انتهى قاسم من ارتداء ملابسه وتوجه للاسفل وهو يتحدث في الهاتف بغضب  : 

=أنا معدتش عاوز اعذار انا مبقاش فيا صبر انهي التعاقد معاهم فورا و اتعاقد مع شركه او اتنين او تلاته المهم انا عاوز نتيجه ثم اغلق الهاتف وهو يسب بغضب. 


ليقول الانصاري الكبير وهو يتناول القهوة  : 

=اهدى يا قاسم مش كده انت بقيت عصبي اوي و الكل بقى بيخاف يتكلم حتى معاك. 


قاسم وهو يحاول السيطره على اعصابه : 

=انا هادي بس خلاص مبقتش قادر اتحمل غبائهم سنتين وانا بدور عليها ومفيش اي نتيجه وكأنها اختفت من على وش الارض ودول كل نتايح بحثهم عنها مبتتغيرش مش لاقينها ولا عارفين يوصلوني لاي معلومه عنها. 


الانصاري الكبير بهدوء  : 

=برضه موضوع ملك ..انت خلاص مبقاش وراك غيرها وغير انك تدور عليها. 


قاسم بجدية  : 

=جدي ..ملك مراتي ومش هبطل ادور عليها لحد اخر يوم في عمري. 


ليتابع بصرامه اكبر  : 

=وبعدين انا مش صغير وقادر ان ادير شغلي وحياتي من غير ما أئصر في اي حاجه فيهم. 


الجد بهدوء غاضب  : 

=انا عارف انك مش مأصر في ادارة الشغل وهالك نفسك فيه ..زي ما انا متأكد برضه انك ناسي حياتك وعمرك الي بيضيع وانت بتجري ورى سراب اسمه ملك ..


قاسم بغضب  : 

=ملك مش سراب يا جدي ملك مراتي الي حامله اسمي. 


ليتابع باصرار  : 

=وهلاقيها ولو قعدت ادور عمري كله عليها هلاقيها. 


وقف الجد وهو يقول بغضب  : 

=وانت ايه الي عرفك انك لما تلاقيها هتكون عاوزه ترجعلك .. مايمكن كرهتك وعلشان كده مستخبيه وهربانه منك  . 


ليتابع وهو يضغط عليه اكثر  : 

=ما يمكن قابلت حد تاني وحبيته ويمكن اتجوزته كمان …انت ناسي انك اخر مره شوفتها رميت عليها يمين الطلاق

هتعرف منين انك رجعتها لعصمتك من تاني. 


صرخ قاسم في جده بغضب عنيف  : 

=جدي انا بحذرك بلاش تتكلم عليها بالشكل ده قدامي اوتلعب عليا اللعبه دي علشان متخسرنيش وللابد..


ليتابع باصرار  : 

=ملك استحاله تعمل كده انا متأكد انها بتحبني و استحاله تسلم نفسها لراجل غيري وبعدين وهروبها ده سببه خوفها مني مش اكتر ولما الاقيها هعرف ازاي اطمنها وارجعها لحضني من تاني. 


الجد بهدوء  : 

=وافرض ملقتهاش ..هتفضل قاعد من غير جواز ولا ولاد يحملو اسمك واسم العيله ..الثروه والمصانع وكل الي تعبنا فيه انا وانت هتسيبه يروح للاغراب علشان انت قاعد مستني تلاقي ملك. 


قاسم بجديه وهدوء  : 

=ايوه يا جدي انا مش عاوز ولاد الا من ملك ولو ملقتهاش مش هتجوز ولا هخلف وده قراري النهائي. 


وقف الجد فجأه وهو يقول بعصبيه شديدة  : 

=يعني ايه عاوز اسم العيله يضيع و ثروتنا يورثوها الاغراب دا لايمكن أبد…..


لينقطع صوته فجأه وهو يضغط بيده على صدره ويقع ارضا وهو لا يستطيع التحدث او اخذ أنفاسه. 


اندفع قاسم بخوف اليه وهو يبحث بسرعه عن دواء جده وحتى وجده ووضع حبه صغيره من الدواء تحت لسانه وهو يدرك ان جده قد تعرض لازمه قلبيه مفاجأه ..ليستطيع الجد التنفس مره اخرى وقام قاسم بحمله سريعا والتوجه به الى اقرب مشفى. 


في نفس التوقيت..


قامت ملك بإطعام صغيرها بعض الطعام ثم قبلته بشغف وهي تبتسم وتمرر يدها في شعره الاسود وتقول بحنان  : 

= شكل بابا قاسم بالظبط نفس العيون والشعر والملامح هتطلع زي القمر وتجنن البنات في حبك يا عمري انا. 


دخلت ام رجاء و تناولت منها الطفل تقبله وهي تبتسم  : 

=هاتي الاستاذ عمر وادخلي انتي البسي واجهزي علشان تلحقي شغلك. 


لتتابع بابتسامة تعجب وهي تقبل عمر على وجنته  : 

=الحاجات الي انتي بتحطيها على وشك دي علشان تغيري شكلك بتاخد منك وقت كبير على اما بتعرفي تظبطيها. 


ضحكت ملك واسرعت بالدخول الى غرفتها وارتدت ملابسها بسرعه وهي عباره عن تنوره سوداء طويله وواسعة وجاكيت اسود كبير وواسع يصل لقبل منتصف فخذها بقليل ثم ارتد حزاء اسود بدون كعب ثم جمعت شعرها وشدته للخلف في كعكه غير أنيقه ثم بدأت بوضع طبقات من المكياج على وجهها تظهرها اكبر من عمرها الحقيقي ثم انهت تنكرها بصبغ حاجبيها باللون الابيض ولف حجاب أسود كبير فوق رأسها ثم أسدلت نقاب اسود اللون فوق وجهها وبدأت بالحديث وهي تغير من نبرة صوتها لنبرة مغايره تماما لنبرة صوتها المعروفه به. 


ثم تنهدت بارتياح وهي تتوجه لخارج الغرفة انطلقت ضحكات ام رجاء وهي تقول بمرح  : 

=طيب ولزمته ايه النقاب يا جدتي دا لو امك الي ولدتك شافتك بالشكل ده مش هتعرفك. 


ملك وهي تستعد للخروج  : 

=كده احسن علشان لو اضطريت ارفع النقاب محدش يقدر يتعرف عليا. 


ثم اتجهت سريعا لام رجاء تقبلها وتقبل طفلها النائم فوق ساقيها وهي تقول بتوتر تشعر به كلما اضطرت للخروج والنزول للعمل  : 

=ادعيلي…


ام رجاء بحنان  : 

=ربنا يفتحها في وشك ويكتبلك الي فيه الخير. 


ابتسمت ملك بحنان وهي تغلق الباب خلفها وتتوجه للشركه الصغيره التي تعمل بها ..


وصلت ملك الى مقر الشركه وبدأت في ممارسة عملها كمدخله للبيانات على الحاسوب وجلست وهي تشعر بتوتر من حولها وبهمسات الموظفين بين بعضهم البعض الا انها تجاهلتها وبدأت في العمل بنشاط كبير حتى اقترب اليوم من الانتهاء وتفاجئت باقتراب زميلاتها نجوى منها وهمست لها  : 

=انتي مبتزهقيش من البتاع الي حطاه على وشك ده عشر ساعات شغل ومبترفعيهوش عن وشك ايه مبيخنقيش

وبعدين مغطيه وشك ليه دا انتي قد والدتي يعني مفيش حد هيبصلك. 


ملك وهي تغير نبرتها لنبره مغايره لنبرتها لتكون اكثر غلظة  : 

=انا حره البس الي يريحني والنقاب مبيخنقنيش ولا حاجه واتفضلي ارجعي على مكتبك احسن ما يخصمو اليوم مني ومنك. 


مطت نجوى شفتيها وهي تبدء بالنميمة  : 

=انتي حره انا كنت عاوزه أقولك أخر الأخبار. 


ملك بقلة صبر  : 

=اخبار إيه ..


همست نجوى بابتسامه واثقة  : 

=الشركه بتاعتنا هتتباع لمجموعة شركات كبيره و كل الي موجدين هنا خايفين ليسرحوهم انتي عارفه ان معظمنا شغالين هنا من غير عقود ولا ورق رسمي يعني اكيد هيطيرونا. 


شعرت ملك بانقباض قلبها لتقول بتوجس  : 

=متعرفيش اسم الي هيشتري الشركه ايه..


مطت نجوى شفتيها وهي تقول  : 

=لا محدش يعرف حاجه بس بيقولو ان الي اشترى الشركه هيجي هنا بنفسه النهاردة. 






وقفت ملك بتوتر فجأه وهي تقرر مغادرة المكان وقد شعرت بشعور غريب وكأن قاسم قريب جدا منها  ، لتندفع محاولة الخروج الا انها وقفت فجأه وقد تفاجأت بقاسم يقف أمامها يتحدث مع مالك الشركه وهو لا ينظر تجاهها. 


كتمت ملك شهقتها وهي تنظر اليه بذهول لتحاول التمسك بأي شئ الا انها فشلت وهي تشعر بالارض تدور بها لتسقط فجأه غائبة عن الوعي. 


تصاعدت الاصوات من حولها وهم يحاولون افاقتها الا ان قاسم اقترب منهم بعد ان لفت انتباهه ما حدث ليقول بصرامة  : 

=ابعدو عنها خلوها تقدر تتنفس ..


ثم حملها عن الارض وتوجه بها الى غرفة مدير الشركة  ليضعها على احدى الارائك سريعا ويبتعد وهو يشعر بتوتر شديد في جسده وكأن جسده قد تعرف عليها من مجرد حملها بين يديه. 


ليعود وينظر الى وجهها المغطى بتوتر  ،  الا ان صوت نجوى ارتفع وهي تقول بحرج  : 

=معلش يا فندم اصل الست ناهد ست كبيره في السن واكيد مخدتش علاجها وعلشان كده أغمى عليها ودي اول مرة  تحصل لها بس هي في العادي مبتبطلش شغل وبتشتغل بضمير حتى اسئل استاذ محمود المشرف بتاعنا. 


تصاعد توتر قاسم وهو يستمع الى كلمات نجوى وعينيه لا تريد مفارقة وجه ملك المغطى بالنقاب وهو يهمس لنفسه حتى يقنعها بكذب شعوره  : 

=كبيره في السن واسمها ناهد ..اسمها ناهد..فوق يا قاسم. 


الا انه استفاق على صوت نجوى تقول بحرج  : 

=معلش ممكن تخرجو بره علشان نرفع النقاب عن وشها.. صحيح هي ست كبيره في السن بس مينفعش نرفع نقابها قدامكم. 


توجه قاسم لخارج الغرفه وهو يشعر بشعور لا يستطيع تحديده. 


مالك الشركه باحراج  : 

=انا اسف على الدربكه الي حصلت دي انا عارف انك لسه راجع من المستشفى علشان الانصاري بيه..الا هو عامل ايه دلوقتي. 


قاسم بتوتر  : 

=الحمد لله فاق وبقى بخير .. عن إذنك. 


ليتركه فجأه ويتوجه الى حمام الشركه ثم اغلق الباب من خلفه بتوتر وهو يحاول التنفس بهدوء عدة مرات الا انه فشل ليقوم بفتح صنبور المياه ورش وجهه بالمياه عدة مرات وهو يحدث نفسه بصرامة  : 

=فوق يا قاسم انت اتجننت ولا ايه خلاص هتشوف ملك في كل ست تشوفها ولا ايه. 


ليتنهد بتعب وهو يخرج مره اخرى الى الخارج ليجد ملك تخرج برفقة زميلاتها الذين يقومون باسنادها في طريقهم للخارج الا انه وجد نفسه يتجه إليهم بدون ارادته ويقطع عليهم الطريق. 


شعرت ملك بالدوار يكتنفها مرة أخرى وهي تراه يقف امامها الا ان يد قاسم تلقتها تمنعها عن السقوط وهو يقول بلهفة : 

=حاسبي..


رفعت ملك عينيها بخوف وشوق تقابل عينيه وهي تكاد تموت خوفا من انه اكتشف هويتها لتتفاجأ به يقول بابتسامة مشرقة : 

=حمدالله على سلامتك يا مدام ناهد رايحه على فين وسيبانا دا احنا ما صدقنا لاقيناكي..


لتشهق ملك بخوف وهي تشعر برأسها يكتنفه الدوار مجدداً.. 


__________________


♕ يتبع  ♕

♡ الفصل الخامس عشر  ♡

•• زينب مصطفى. 

#إنتقام_آثم 🦋🖤


                الفصل السادس عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×